القائمة الرئيسية

الصفحات

من هما هاروت وماروت؟ القصة الكاملة لسحر بابل في القرآن

 

صورة تخيلية لهاروت وماروت وهما يعلّمان الناس السحر في بابل

مقدمة:

من بين القصص القرآنية التي أثارت فضول الكثيرين، تأتي قصة هاروت وماروت، وهما شخصيتان ذكرتا في القرآن الكريم في سياق الحديث عن السحر وتعليمه للناس في مدينة بابل. اختلفت الآراء بين المفسرين حول هويتهما، ودورهما الحقيقي، وهل هما ملائكة كما ورد في بعض التفاسير أم بشر. سنستعرض في هذا المقال كل ما ورد عنهما في النصوص الدينية وأقوال العلماء.


الآية التي ورد فيها ذكر هاروت وماروت:

قال تعالى في سورة البقرة:

"وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ، وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ"
[البقرة: 102]


من هما هاروت وماروت؟

1. الرأي الأول: ملائكة من عند الله
هذا هو الرأي الأكثر شيوعًا بين المفسرين، ويعتمد على القراءة المعروفة للآية "الملَكين"، أي أنهما ملكان بعثهما الله تعالى إلى الأرض لاختبار الناس في بابل، وكانا يعلمان السحر مع التحذير من استخدامه في الشر.

2. الرأي الثاني: رجلان من البشر
بعض العلماء قرأوا الآية "الملِكين"، أي رجلين ملكين في قومهم، وليسوا من الملائكة. وهذا الرأي يُستند إلى التخفيف من إشكالية "كيف يمكن لملائكة أن تعلم السحر؟".


لماذا علما الناس السحر؟

هاروت وماروت لم يعلّما الناس السحر بغرض الشر، وإنما كان تعليمهم اختبارًا إلهيًا وابتلاءً للبشر ليروا من يتبع الحق ومن يتبع السحر والشعوذة.

كانا دائمًا يحذّران الناس بقول: "إنما نحن فتنة فلا تكفر"، أي أن السحر موجود لكن استخدامه في غير ما يرضي الله هو كفر وضلال.


مكان القصة: بابل، العراق

بابل مدينة قديمة في العراق، وكانت في زمن من الأزمنة مركزًا للعلم والسحر. وقد ذُكرت في القرآن الكريم كموطن لهذه القصة، مما يعكس التاريخ الطويل لممارسات السحر والشعوذة في تلك المنطقة.


تفسير العلماء والمفسرين

ابن كثير:

يذكر أن هاروت وماروت ملكان أُرسلا لاختبار الناس، وكانا لا يعلّمان أحدًا إلا بعد التحذير من الكفر.

الطبري:

يميل إلى أن هاروت وماروت كانا من الملائكة، وقد ابتُليا واختُبرا بعد أن استنكروا على البشر ارتكاب المعاصي.

الرازي:

يخوض في فلسفة القصة وأبعادها الروحية، ويرى أن السحر علمٌ لكنه مرفوض عند استخدامه للإضرار.


علاقة القصة بعالم السحر

السحر في المفهوم القرآني ليس خرافة بل حقيقة، ولكن استخدامه محرم ومحاط بالكثير من التحذيرات. قصة هاروت وماروت توضح هذا المعنى بجلاء.


هل ما زال السحر موجودًا اليوم؟

نعم، لا يزال السحر موجودًا في عالمنا، ويُمارس بأشكال مختلفة. القرآن والسنة حذرا منه بشدة، وبيّنا أنه من أعمال الشيطان. ما نراه اليوم من أعمال السحر في بعض الثقافات إنما هو استمرار لما بدأ منذ آلاف السنين.


❓ الأسئلة الشائعة (FAQs)

1. هل هاروت وماروت ملائكة أم بشر؟

معظم المفسرين يرون أنهما ملائكة، لكن بعض الأقوال الأخرى تقول إنهما بشر ذوي مكانة.

2. هل كانا يعلمان السحر بإذن من الله؟

نعم، كان ذلك بإذن من الله كنوع من الفتنة والاختبار للناس.

3. هل يجوز تعلم السحر؟

لا يجوز تعلم السحر أو تعليمه، وهو من الكبائر في الإسلام.

4. ما المقصود بقولهم "إنما نحن فتنة"؟

أي أنهما اختبار وابتلاء للناس، ليرى الله من يثبت ومن ينحرف.

5. هل قصة هاروت وماروت مذكورة في كتب أخرى؟

وردت إشارات مشابهة في التوراة والتلمود، لكن القصة كما وردت في القرآن تختلف في التفاصيل والهدف.


📝 الخاتمة:

قصة هاروت وماروت تحمل في طياتها الكثير من العبر، وهي تبيّن لنا كيف أن السحر ليس مجرد وهم بل هو فتنة حقيقية ينبغي الحذر منها. الله سبحانه وتعالى أراد بهذه القصة أن يُظهر للناس أهمية التمسك بالإيمان والابتعاد عن الطرق المنحرفة. ولا يزال الدرس قائمًا حتى اليوم: الإيمان بالله، وعدم اتباع الشياطين وأهل السحر.

author-img
التفكر في الأشياء التي قد يكون لها إثراء جمالي على حياة الناس بشكل ملمس وملحوظ

تعليقات